يُخطئ الذين يتوقعون من هذه المرأة الضعة والطهارة بصورة دائمة إذ ينسون أو يتناسون أنها، قبل كل شيء آخر، أنثى مفطورة على الضعف والقوة والحسنات والعيوب وذلك على الرغم من المعاني السامية التي ينطوي عليها رمزها الذي هو العذرية، هذه المرأة على الرغم من حيائها الفطري كفيلة بملاحقة أهدافها والتشبث بسعادتها وحقها في الحياة ولو اضطرت إلى هجر بيتها وزوجها وأولادها، إن ما يدفعها إلى بعض تلك المواقف المتطرفة هو في الواقع إيمانها بالصدق وكرهها الشديد للرياء مع أنها من فئة النساء اللواتي يُعطين للمجتمع أهمية ومكانة، فكل تصرف من قلبها لا يرضى عنه مجتمعها يُشعرها بالخجل والأسى، ومع ذلك ترفض التراجع عن أي قرار تؤمن عن حق أنه عين الصواب.
المرأة في برج العذراء عاطفية واقعية في آن واحد، تسعى لذروة الكمال في كل أعمالها على الرغم من سلبية بعض صفاتها، فهي تعتقد مثلا ً، عن يقين تام طبعاً، أنها أكثر النساء كفاءة تقريباً وأقدرهن على التـنظيم، كما تؤمن بعبث كل جدل يُثيره الآخرون معها وذلك لتمسكها بقراراتها وآرائها، ويمكن القول إن الاعتراف بالخطأ لغة تجهلها هذه المرأة مع أنها تتمتع بمهارة خاصة في تمييز الصدق من الكذب، عنادها في الواقع لا يُجارى مع أنها تبدو في الحالات العادية طيبة دمثة الخلق إلى أبعد الحدود.
المرأة في برج العذراء تتمتع أيضاً بصفاء الفكر ونقاء السريرة وإن لم تكن ساذجة إلى الدرجة التي يعتقدها البعض، إنها على العكس بعيدة عن السذاجة يصعب جرها إلى شرك الكلام المنمق المعسول، ومقابل ذلك يتم حديثها دائماً عن تهذيبها الفطري وتتسم جميع تصرفاتها بالنبل والتواضع وذلك على الرغم من الإعجاب والثقة بالنفس المعروفين عنها، هذا ويحق لها أن تـُعجب بنفسها لأنها جميلة الصورة، ذكية الملامح، سريعة الخاطر، في ضحكتها جرس موسيقي عذب وفي عينيها صفاء عجيب، يداها الماهرتان تـتـقنان الأعمال وخصوصاً تلك التي تتعلق بخيرات الأرض كزراعة الأزهار وقطف الفاكهة وطبخ أصناف الحبّ، حتى عجن الدقيق وخبزه في البيت
من أحب الهوايات إلى نفسها المطالعة والموسيقى والمسرح ومختلف المهرجانات الفنية، وهي في جميع هذه الميادين دقيقة الملاحظة سريعة البديهة تعطي رأيها بتجرد تام، وتوجه النقد بأسلوب سلس عميق، تكره القمار والسبق وجميع الهوايات التي يدخل فيها عنصر المغامرة والتبذير.
تستطيع امرأة برج العذراء أن تكون زوجة مثالية تشارك رجلها همومه ومتاعبه فلا يشعر بالقلق والتوتر اللذين يصيـبان عادة صاحب المسؤوليات المتعددة والأحمال الثـقيلة، والحقيقة أن في شجاعتها النادرة وقدرتها على مواجهة المسؤوليات أفضل عون لزوجها، هذا بالإضافة إلى إخلاصها الذي لا يتزعزع، إلا لأسباب قاهرة وخارجة عن إرادتها، فإذا شذت عن الطريق السوي لا تلبث أن تعود إليه تائبة مستغفرة، وإذا لم تعد كان معنى ذلك أنها اختارت طريقاً جديداً يكفل لها الصراحة والصدق تجاه نفسها وتجاه الآخرين.
وفي ميدان الأمومة مواهب هذه المرأة كثيرة، منها اللطف والحزم والاهتمام بالقواعد الغذائية والصحية السليمة والمبادئ الخلقية الرفيعة، أولادها يلجئون إليها في الأوقات العسيرة ويستمدون من صفائها وابتسامتها الشجاعة والتفاؤل.
يُقال إن فضل هذه المرأة على زوجها كبير من نواح ثلاث على الأقل : أولا ً تحرص على ماله ورزقه، ثانياً تحافظ على أسراره، وثالثاً تنظم له أعماله، لو أردنا إضافة ناحية رابعة لا غير لقلنا أن هناك أيضاً ابتسامتها التي تـنسيه الهموم حقاً.