ليس بالخبز وحده يعيش رجل برج الأسد، هذه الحقيقة يجب ألا تغيب عن ذهن شريكة عمره إذا أرادت له حقاً حياة كريمة مملوءة بالسعادة والرضى، ولتعلم أن أهم العوامل التي يتغذى بها على الصعيدين النفسي والجسدي هي الحب والاحترام والثناء، ولتكن دائماً على حذر من مظهره الوديع لأن وراءه روحاً أبيّة لا تـُمَس، وإذا مُسّت ردّ بعنف وتحدّ غير متوقعين.
رجل برج الأسد مع المرأة خلوق عاطفي ومتسلط في آن واحد، يتمتع بطاقة حب عظيمة قابلة للتفجر عند أول إشارة، إذا لم يستطع التنفيس عنها ذبل وأوحى بأنه يعيش مأساة حقيقية.
وإذا أسعفه الحظ ولقي رفيقته المثالية انقلب إلى بركان حيّ يطلق حمم الغرام والإعجاب والبذخ، وسائله مع الحبيبة وسائل ملتهبة، ودعوات متلاحقة، وهدايا فاخرة، وغير ذلك من المغريات التي يصعب بل يستحيل مقاومتها، مقابل ذلك لا بد للمرأة التي تحصل على مثل هذا الحب العظيم من أن تدفع ثمنه من حريتها وأعصابها أحياناً، ذلك بأن رجل برج الأسد أشبه بالسجّان وإن كان سجنه من ذهب، إنه يغار على حبيبته من جميع الرجال، ويتدخل في شؤونها الكبيرة والصغيرة، ولا يتردد في إظهار العنف إذا راوده الشك في سلوكها وإخلاصها، بالنسبة إلى زوجة هذا الرجل عليها أن تـُظهر له الطاعة، وأن تـُبدي إعجابها به، وأن تـُغمض عينيها عن مركب العظمة الذي يبدو فيه بوضوح، وأن تـُواجه حماسه واندفاعه بالرزانة والتعقل.
من الأمور التي يرفضها رجل برج الأسد بإصرار عمل الزوجة في الخارج، ولعل سبب ذلك خشيته المنافسة، بالمقابل لا يتردد في إظهارها أمام الأصدقاء وهي على أتم هندام وزينة مما يُشعره بالسعادة والفخر، إلى جانب ذلك تـتسم معاملته لها دائما ً بالنبل والكرم والحماية، حياتهما الاجتماعية ملآنة وإن كان يمارس حياة العزوبية بين الفينة والأخرى فيخرج عندئذٍ مع الأصحاب إلى مقهى أو مطعم أو غيره، مشكلته الأساسية المقامرة والمغامرة بالمال، وعلى زوجته أن تعمل ما في وسعها ليبقى بعيداً عن المزايدات والبورصة وكل ما يشكل خطراً على أوضاعه الاقتصادية، ليس التبذير هوايته الوحيدة لحسن الحظ فهو ميكانيكي من الطراز الأول يفهم الآليات والمحركات وغير ذلك، حقل الكهرباء لا يُستعصى عليه وكذلك النجارة ومشتـقاتها، حتى البناء، وقد يصل به الأمر إلى حد صنع مفروشات البيت أو بناء غرفة إضافية.
في الحفلات يُعتبر عنصر تسلية ومرح، لكن الهزاز لا يُفقده شيئاً من كرامته وقدره، وبما أنه يُحب الجمال ويُقدره حق قدره يبدو أحياناً مشغولاً عن زوجته بتأمل الوجوه الحسنة، لكن تصرفه هذا يخلو من سوء النية ولا يُشكل سبباً للغيرة، على كل حال ابتسامته المشرقة وقلبه الطيب كفيلان بمحو هفواته سواء عند زوجته أو عند الآخرين، وكثيراً ما يتزوج من امرأة دونه مستوى كي يظل محتفظاً بدور السيد المطلق، وإذا أساء الاختيار وشعر أن زوجته تنافسه في العرش بدا تعيساً مُعكر المزاج، من الطريف أن لا ينجب رجل برج الأسد العديد من الأولاد مع أنه والد عطوف كثير الرعاية لأبنائه.
شخصية هذا الإنسان إجمالاً مُحيّرة، فجميع الذين يتعاملون معه يجدون أنفسهم أمام سلسلة من التساؤلات: "هل هو حقاً معطاء أم أنه رجل أناني لا يُحب سوى نفسه ؟ هل عنده صفات الزعامة أم يتظاهر بأنه يملكها ؟ هل هو اجتماعي كما يدّعي؟". شيء واحد على الأقل موجود عنده ولا يستطيع أحد إنكاره وهو كفاءته في الحب والأعمال.
أخيراً عقدة رجل برج الأسد الخوف... الخوف من الفشل ومن سخرية الناس، إذا لقي التشجيع اللازم عاد لا يرهب شيئاً، العيش إلى جانبه متعة إذا تمكنت المرأة من إنكار ذاتها واحترامه في آن واحد.