بنبضِ القلبِ أكتبها وحِسي
صباحُ الخيرِ يا صبحي وأمسي
صباحُ الخير يا ملكاً تجلى
فأنتِ بهاء أيامي وشمسي
وأنتِ الطهرُ في زمنِ التردي
شهابُ في دجى الدُنيا وقَبْسِِ
فُتنتُ من الجمالِ بكل أرضٍ
وعاينتُ الحِسانَ بكلِ جنسِ
فلم أرَ مثل مولاتي جمالاً
يزينه الحياءُ بطيبِ غَرسِ
ولم أر مثل عينيها بلاءً
تُجيل الطرفَ في ثقةٍ وبأسِ
فتسقي نفس ناظرها سُلافاً
وتحبسه اللحاظُ بخيرِ حبسِ
صباحُ الخيرِ يا فجراً جميلاً
بزغتِ بليل حسراتي وغَلسي
أحلتِ ضلالَ أيامي رشاداً
يُنَزِّه مسلكي عن كل رجسِ
غمرتِ بحسنك الأرجاءَ نوراً
فوجهُ الشمسِ في خجلٍ ووكسِ
رأتكِ بهية فبكت كسوفاً
وحارت بين إشراقٍ وخَنسِ
متى أشرقتِ يا مولاةَ قلبي
رأينا الكونَ في ألقٍ وأنسِ
وفتَّحت الزهور بكلِ لونٍ
وهام الوردُ من فُلٍ وورسِ
وغردت الطيورُ بكل لحنٍ
كأن الأرض في فَرحٍ وعُرسِ
أموتُ بصحوةِ العينين صُبحاً
وأملأ من جفونكِ خمرَ كأسي
فيأسرني وميضُ الطرفِ غصباً
ويرمي النبل عن وترٍ وقوسِ
فيغرس نبله بصميم قلبي
ويخرق مهجتي الحَّرى وتُرسي
اذا عاقبتني هجراً وصداً
هربت اليكِ في أعماقِ نفسي
فطيفك مالكُّ لدَمي وروحي
رضاكِ سعادتي وجفاكِ تعسي
لغيرك لم أبث الوجدَ شعراً
ولا فرَّطتُ في جدي وحرصي
ولكن أنتِ مُلهمتي وروحي
ونبضة خافقي وشجون همسي
سأنزفُ في جمالك دَمَّ قلبي
إلى أن أستقرَ بعتم رمسي