كرة القدم الانجليزية تتخلى عن كبريائها !!

المتابع لكرة القدم الانجليزية في السنوات الخمس الأخيرة سيجد أنها بدأت تأخذ شكلاً مختلفاً عما كانت عليه في الماضي ، وأصبح البريق الذي يحيط بها والأمجاد التي صنعتها لنفسها في فترة الستينات تتلاشى شيئا فشيئا حتى وصل الأمر في النهاية إلى مرحلة " التخلي عن الكبرياء" وهو ما وصفه خبراء اللعبة بمرحلة ما بعد الخروج من تصفيات أمم أوروبا والتي ستقام العام المقبل في النمسا وسويسرا.

هذا بالفعل ما طالعتنا به وسائل الأعلام في الفترة الأخيرة ، بعد التقارير التي وردت في الصحف الانجليزية ذائعة الصيت بأن الأيطالى فابيو كابيلو المدير الفني الجديد للمنتخب الانجليزي يبحث تجنيس حارس مرمى فريق آرسنال اللاعب الإسباني مانويل ألمونيا حتى ينضم إلى صفوف الفريق استعدادا لخوض التصفيات الاوروبية المؤهلة إلى كأس العالم 2010 .

ويبدو في بادئ الأمر أن خبر تجنيس المونيا سوف يعود على المنتخب بالفائدة الكبيرة ، وسيكون إضافة قوية لهم في ظل المستوى المستوى الهزيل الذي يقدمه حراس المرمى الوطنيون في الدوري المحلى ، لكن خبراء كرة القدم أكدوا عكس ذلك وعللوا وجهة نظرهم بأن انجلترا هي مهد كرة القدم في العالم ، وسيكون ذلك بمثابة مرحلة جديدة في تاريخهم والتي بدأت بالفعل بالتعاقد مع السويدي جوردان اريكسون .

مرحلة ما بعد تصفيات أمم أوروبا

لو تطرقنا إلى كرة القدم الانجليزية سنجد أنها أخذت اتجاها مختلفا بعد الخروج من التصفيات المؤهلة إلى بطولة كأس الأمم الأوروبية ، حيث لم يلتفت الاتحاد الانجليزي إلى أى من المدربين الوطنين الموجدين في الدوري الممتاز ، وذهب بعيدا بالتعاقد مع الايطالي فابيو كابيلو ليكون ثانى مدرب أجنبى فى تاريخها.

مانويل الومونيا حارس مرمى الارسنال

واستند قرار الاتحاد الانجليزي في التعاقد مع فابيو كابيلو على العديد من الأشياء الغير واقعية ، التي كان أبرزها عدم وجود أى مدربين على مستوى جيد في الوقت الحالى ، وهو ما أشعل غضب العديد من منهم مثل ساوثجيت مدرب فريق ميدلسبره ، والذي أكد للصحف البريطانية قائلا " لا أعتقد أنه يجب أن يقود منتخب انجلترا إلا مدرب انجليزي."

وأضاف ستيف كوبل مدرب فريق ريدينج أيضا "أنا حزين وأنا فخور لكوني مدرب انجليزي وكنت أتمنى أن يتولى المهمة مدرب انجليزي ، وبالنظر لباقي الأسماء المرشحة وكيف أصبح كابيللو الانسب لتولي المهمة فانني كنت أتمنى لو كان انجليزيا".

بينما أشار مارك هيوز مدرب منتخب ويلز السابق ومدرب بلاكبيرن روفرز الحالي "أن الصورة أصبحت قاتمة للمدربين البريطانيين ، كلما ذهبت المناصب الكبرى لمدربين أجانب كلما أصبح الأمر أصعب بالنسبة للمدربين الانجليز والبريطانيين".

تجنيس المونيا خيار لا مفر له

أما عن قبول فكرة الاتحاد الانجليزي ولو بشكل مبدئى لاختيار كابيلو لحارس الأرسنال الومونيا فيبدو واضحا من ذلك أنهم بدأوا بالفعل في الاقتناع جيدا بأنهم أصبحوا في حالة لا يرثى لها ، خاصة بعدما تقبلوا فكرة مدرب أجنبي لمنتخبهم ولو على مضض من اريكسون وصولاً إلى الايطالي فابيو كابيلو.

لكن ماذا يستطيع أن يفعل الاتحاد في ظل هبوط مستوى حراسة المرمى ، في الأونة الأخيرة ، والتي بدأت مع دايفد سيمان ومن بعده دايفيد جيمس خاصة الاخيرين بول روبنسون، وآخر العنقود سكوت كارسون، والذين افقدا منتخبهم ست نقاط كاملة أمام كرواتيا ذهاباً وإياباً في التصفيات الأوروبية، حيث دخلت فى شباكهما أهداف سهلة.

رأى المونيا حول انضمامه للمنتخب


أكد المونيا (30 عاما) : "في إسبانيا لم استدعَ لتمثيل المنتخب الأول ولا مرة، وإذا كان هناك في موقع آخر من يرغب بي فمن الطبيعي ان ادرس خياراتي واتخاذ القرار المناسب لي، خصوصاً إذا كان جيداً، ولن أغلق نفسي على أي شيء طالما هناك فرص دائماً".

بيتر شيلتون حارس انجلترا السابق

وتابع : "منذ ان انضممت إلى الفريق قادماً من سلتا فيجو عام 2004 وقف هذا الجمهور إلى جانبي، وفي حال قدمت لهم شيئاً إضافياً من دون شك سيزيدون من التعلق بي، وهنا أهمية الموضوع وهذا ما لا يحصل في إسبانيا".

وأضاف الحارس الاسبانى قائلاً : "في إنجلترا الجماهير تختلف عن أي مكان في العالم لأنهم يعشقون كرة القدم بشغف وحين يحصلون على شيء يسعدهم من اللاعب أو النادي فإنهم يقدمون في المقابل الضعف، وهذا أمر غير معقول".

والجدير بالذكر أن انجلترا اشتهرت بالعديد من الحراس المميزين فى العقد الماضي ويعتبر أهمهم على الإطلاق بيتر شيلتون والذي حمى مرمى منتخب انجلترا خلال 20 سنة ، وعلى الرغم من أنه لم يحقق أي بطولة تذكر معهم إلا انه يعد اللاعب الاكثر شهرة والاكثر تمثيلا للمنتخب الانجليزي.